الأربعاء، 3 يونيو 2009

حلف التسعة عشر
لكل عمل ( طبخه ) كما يقال باللفظ العامي ، وخلطة ساكبي ( الزفت ) في هذه الطبخه باتت مكشوفه ومفضوحه بلا حرج ، وهي رصف الطريق لتسير عليها الدمية محاولةً الاطاحه بمحمد بن همام وبقيادة الارملة السوداء ..كل ما يحدث في الساحة الرياضية هو من أجل إلغاء التطور الحقيقي للكرة الآسيوية التي تبدأ من القاعدة ، وتبنى مبدأ ( دهان السير ) الذي كان يقوده فليبان ، خصوصاً في هذا الوقت من الزمن الذي يعاني فيه العالم من أزمة إقتصادية وأصبحت الحاجة ( للقروش ) ملحة ، ولاتهمهم الأمانه أو غير الأمانة مادامت المانشيتات الرياضية المدفوعه الاجر موجودة وبكثرة لذر الرماد في العيون ولنقل جميعا لعملية التطور في الكرة الأسيوية ( سمعيني سلام باودعك ) .لذا أرتأيت أن أكتب لكم هذه الحكاية وبإسلوبنا الخاص والساخر لبيان الصراع الدائر حول مقعد تنفيذية الفيفا والتي لا تخلو من معلومات حقيقية كان لنا فيها السبق مقارنة مع تاريخ نشر كل سلسلة منها وما نشرته الصحف المحلية بعد ذلك .ومن هنا كانت البداية ....
THE GAME JUST STARTED
تحركت الأرملة السوداء تنسج خيوطها على رؤساء لجان رياضية غير كروية ، ليقوم هؤلاء بدورهم في الضغط على رؤساء الاتحادات الكروية وكلٌ على حسب كمية ( دهان السير ) المصروفة له سوف يحدد موقفه للتصويت ضد بن همام .أتمنى أن يتذكر هؤلاء بأن خيوط العنكبوت هي من أوهن الخيوط وأهم من ذلك أن الأرملة السوداء تأكل زوجها بعد الحصول على مبتغاها ، وعلى الرغم من ذلك دائماً يوجد من ينخدع بها ، وبدا ذلك واضحا من خلال ( تشربك ) رئيس الاتحاد السوري في هذه الخيوط بتراجعه عن مساندة محمد بن همام .عموماً .. الطريق لازال طويلاً وسرعان ما تظهر الحفر في ( الزفت ) المسكوب ، وتتعثر الدمية في الطريق بعد إنهمار مطر التأييد لبن همام ..تحرك الارملة السوداء ..عندما ذكرنا أن رئيس الاتحاد السوري قد ( تشربك ) في خيوط الارملة السوداء كان ذلك لسبب بسيط هو عدم قيام الاخير بتصريح يوضح فيه حضورة لإجتماع ُعِقدَ في ( وكر ) المجلس الاولمبي لدعم المرشح المنافس ، إلا أنه سرعان ما نفض الضباب المكتنف حول هذا الموقف بدعمه الواضح والمعلن تلفزيونياً لمحمد بن همام ، قاطعاً أول خيط من خيوط الارملة السوداء ، رافضاً لأن يكون ضمن حزب ( المحسوبيات ) ، وبحق بورك على هذا الموقف ..بعد هذا التصريح الذي أحببت أن أطلق عليه ( معول الهدم لحزب لن أقول المرتدين وإنما سأقول المترديين ) أصاب الارملة نوع من المس شُل تفكيرها كأثر لهذه الخبطة ، إلى أن واتتها فكرة لا تقل خبثاً عن سابقتها ..ترى ما هي ؟؟؟!!!
*********
شد الرحال إلى الأقصى
نعم ... نعم هذه هي الفكرة التي وردت في خاطرها ومثلما أحدثت الانقسام في الصف الخليجي فأنه لابد لها أن تحدثه في الصف العربي على مستوى دول ( الشام ) ، ومن هنا أنطلقت في رحلة نسج الخيوط العنكبوتية وكان هدفها هذه المرة هو الصوت الفلسطيني ..وعندما حطت الارملة بأرجلها في أرض القدس الشريف سألت نفسها كيف أستطيع كسب هذا الصوت وبسبب أنغماسها في التفكير وتخبطها أخطأت العنوان أثناء زيارتها للمسجد الاقصى فبدلاً من الدخول إلى المسجد نجدها دخلت إلى أحد الكنائس (نشرت أحد الصحف هذه الصورة ) .ترى هل تنجح الارملة في أن تجعل من الصوت الفلسطيني ضحية لشباكها أم سيكون موقف رئيس الاتحاد الفلسطيني ثابت مثل رئيس الاتحاد السوري ؟فلندع الايام تفعل ما تشاء .الغريب في الأمر : أن تحرك الأرملة السوداء تصاحبة ضجة إعلامية أكبر بكثير من تلك التي تصاحب المرشح المنافس ..فلماذا ..؟هل لأن الارملة السوداء هي التي سوف تدير مقعد تنفيذية الفيفا فعلياً أم أن في الموضوع أمر آخر ..
*******
العودة بخفي حنين ...
رئيس الاتحاد السوري قطع أول خيط من خيوط الارملة ، وذلك بإعلانه الصريح بدعم السيد / محمد بن همام ..في حين بقي الموقف الفلسطيني غامضاً على الرغم من قيام الأرملة بشكل أو بآخر بالإيحاء بإنها ضمنت الصوت الفلسطيني ...وهو الأمر الذي أجده متعارضاً مع التاريخ ( النفسي ) للأرمله لكونها من الشخصيات التي تحب الظهور الاعلامي ، وأن حصولها على الصوت الفلسطيني لهو أمر كفيل بإقامة عرس إعلامي للإعلان عن ذلك إشباعاً لغريزتها ..وإن أثبتت الايام بأنني مخطئ فلا ضرر من ذلك ، ففي النهاية هو مجرد ( صوت واحد ) ...
******
لحظة وهن ....
تغلغل الوهن والضعف في الأرملة ولم تدري كيف ستواجه أسئلة الصحفين في المؤتمر المنعقد بسوريا خصوصاً وإنهم قد لاحظو ذلك بما لا يترك مجالاً للشك من خلال إجاباتها الغير مركزه خلافاً لعادتها ، والذي زاد الطين بله أن أحد الصحفيين وجه إليها سؤالاً عن موقفها حيال ( التعاون مع الاعداء لمحاربة الاشقاء ) والذي لم تجد له جواباً يبرر موقفها المضاد ، فلامت نفسها ولامت ولامت ، وفي خضم ذلك وأثناء وقوفها على المنبر في مواجهة الاعلام ، أتى إليها أحد الاشخاص يحمل ورقة ، وعندها إختطفتها منه بلهفه وقرأت ما بها من سطور ..فأتسعت عيناها من هول المفاجأة ..وغادرت القاعة مسرعة إلى جهة غير معلومة فلابد لها من الاختفاء قليلاً ، وبحكم إستعجالها سقطت منها الورقة ، فإلتقطها أحدهم وقرأها حيث خطت بها الجملة التالية :المبعوثين إلى جاكرتا تعرضوا لـــ(( راشدي قوي )) من قبل رئيس الاتحاد الاندونيسي ، الرجاء تزويدنا بالتعليمات ...
*****
بداية فك الارتباط ...جلست الارملة السوداء القرفصاء على سريرها مسترجعة ذكريات أحداث اليوم السابق أثناء لقاءها مع الصحفيين في المؤتمر ، وأغمضت عينيها في ألم كلما مرت ذكرى تلك اللحظة التي فقدت فيها تركيزها وعدم تمكنها من القيام بتقديم أجوبة مقنعة للأسئلة المطروحه من قبل الصحفيين ، وإزادت لحظة ألمها تلك بعد معرفتها بفشل مهمة ( المبعوثين ) إلى جاكرتا للحصول على دعم رئيس إتحادها الذي رفض إستقبالهم من الاساس ضارباً عرض الحائط لكل قواعد وأعراف المجاملات المتبعه في رسالة صارمة وصريحه منه برفض تقديم الدعم ( للحلف ) المنشق ..وأثناء أنغماسها في التفكير تناما إلى مسامعها صوت مذيع الاخبار الرياضية وهو يلقى النشرة على قناة الدوري والكأس مشددا على لفظ ( حصري وخاص ) ، فإنتبهت الارملة لذلك وإعتدلت في جلستها للتركيز على ما تعرضه القناة من صور لرئيس وزراء لاوس ، فأصابتها رعشه وهي تراه يصافح السيد / محمد بن همام ، وفجأة أعلن رئيس الوزراء دعمه الكامل لمحمد بن همام وسط تصفيق حاد من الحشد الاعلامي المتجمع لهذه المناسبة ..فإنتفض جسمها في عنف من هول الخبر ...وياله من خبر ....
********
ضرب صاحب أحد أشهر ( مصانع السيارات الكورية ) سطح مكتبه بعنف وهو يقرأ التقرير المقدم من ممثله الخاص صارخاً في وجهه : كيف حدث كل ذلك ...فتصبب العرق غزيراً من ممثله دون أن يعرف كيف يجيبة ، فأكمل صاحب المصنع حديثه بصرامة قائلاً : أسمع .... لقد منحتك كافة الصلاحيات لدعم مخطط الارملة ، بالإضافة إلى تسعة عشر وكالة من مصنعنا ، وأبلغتني بموافقة رؤوساء الاتحادات التسعة عشر على دعمنا في إجتماعهم الذي عقد بــــ(وكر المجلس الاولومبي ) ، وأفاجأ الآن بإنسحاب رئيس اتحاد لاوس ..- سيدي الرئيس ...
فقاطعه صاحب المصنع :
لا أريد أية تبريرات ، اليوم لاوس ، وغداً كمبوديا ، وفلسطين تحت الانتظار ... ثم أردف :انت المسؤول عن كل ذلك ويجب ان تجد الحل ... وإلا .....
ساد صمت ثقيل في هذه اللحظة وأحس الممثل الخاص بالخوف الشديد من هذا التهديد المباشر من قبل صاحب المصنع ، إلا أن الفكرة إلتمعت في رأسه فجأه وعاجل رئيسه بالقول :
أمرك سيدي ... ولدي الحل ...
ولم يضع وقتاً بأن بادر إلى سماعة الهاتف وإتصل على رقم خاص ، وماهي إلا لحظات حتى أتاه الرد من الطرف الآخر فتكلم بإحترام شديد : مساء الخير سيدي الــ( prince ) ، انه انا الحرباء ، أردت أن أبلغ سيادتكم برغبتنا في عقد إجتماع طارئ مع الارملة السوداء ، لمناقشة خطة سوف تقلب الأمور رأساً على عقب .
فإجابه الـــ ( prince ) :
كلي آذان صاغية ...وعندما سمع الـــ ( prince ) ما كان يقولة الممثل الخاص التمعت في عينية بريق الشر ولاحت في وجهه شبح أبتسامة ماكرة ، فلقد كانت خطة جهنمية ..وسوق تقلب كل الأمور لصالحهم ..لصالحهم إلى الابد ....
**********
سقوط الاقنعة ...
سيداتي انساتي سادتي .......
لقد أضيأت اشارة ربط الاحزمة الرجاء من الجميع التوجه لمقاعدهم وربط أحزمتهم استعدادا للهبوط ، كان ذلك صوت مضيفة الطائرة معلنة قرب هبوطها اتجاه مطار بغداد فتطلع رجل إلى ساعته كان يجلس في المقعد الامامي من الدرجة الأولى وحانت منه إلتفاته وهو يعدل من وضع جلسته فوقعت عيناه على شخص يعرفه تمام المعرفه فحياه وطلب منه ان يجلس بجانبه وما ان استقر في جلسته حتى بادرة بالسؤال
- أي رياح طيبة القت بك علينا يادكتور
فأجابه الدكتور باحترام بالغ
-لقد حضرت بنفسي لتغطية زيارة سيادتكم ومعرفة موقف الاتحاد العراقي في ترشيحكم لمقعد تنفيذية الفيفا...
فأجابه الرجل الوقور الذي لم يكن سوى السيد محمد بن همام
- خذها مني لقد منحني الاتحاد العراقي مشكورا صوته وكذلك أعلنت كمبوديا وفيتنام رسميا دعمنا - أكدته جريدة استاد الدوحه الصادرة بتارخ 30مارس العدد 370 في موضوع المصدر الخفي يكشف بداية النهاية والانهيار لتحالف ال19 - ، ولكن هل تقوم صحيفتكم بتغطية أخبار المنافسه على مقعد تنفيذية الفيفا
الدكتور : - نكاد ان نكون الجريدة الوحيدة في الساحه من يغطي كافة التفاصيل المتعلقة بهذه الحمله..
فصمت السيد محمد بن همام واحترم الدكتور صمته ولم يكن هذا الصمت إلا لكونه قد تذكر تلك المعلومة التي وردت اليه من كوريا حول قيام الحلف بتنسبق اجتماع خاص بهم وأنهم يقومون بتدبير أمر الغرض منه ليس فقط افشال حملته الانتخابية وانما ابعاده تماما من الساحة الرياضية دون ان يعرف تفاصيل تلك الخطة نظراً للسرية المحاطة بها ، وما هذا الهدوء إلا هدوءا يسبق العاصفه..
وفجأة اهتزت الطائرة بعنف.....
ولم يكن ذلك الاهتزاز سوى اعلان الطائرة هبوطها في مطار بغداد فالتفت السيد محمد بن همام إلى الدكتور وقال :
- أتمنى لك طيب الاقامة في بغداد..فأجابة الدكتور وهو يمد يدة لمصافحته
وا تمنى لك التوفيق ياسيدي في هذه الحملة
وبعدها غادر الجميع الطائرة للبدء في جولة جديدة من جولات هذه الحرب ...
*********
المنامة ......
قذفت ( الدمية ) الصحيفة بعنف ووجهت كلامها إلى المسؤول الاعلامي :
- صحافة بلدي وتقف ضدي ، و لايوجد أي ذكر لحملتي ، كل التركيز منصب على واقعة تزوير جوازات سفر الحكام وانني رئيس لجنة الانضباط الاسيوية ...
رد عليه المسؤل الاعلامي بلطف محاولا امتصاص غضبه
- سيدي .. لما لا نتجتمع مع الصحف ونتبادل معهم وجهات النظ........
- كلا قالت الدمية مقاطعة المسؤول الاعلامي ثم أردفت المفروض ان يقفوا معي
- سيدي الموضوع أكبر مما نتصور فالشارع الرياضي منقسم بين مؤيد ومعارض...
وبشك واضح قالت ( الدمية ):
- مؤيد ومعارض في ماذا ...؟
تردد المسؤول الاعلامي الاجابة للحظة ثم قال في ارتباك :
- سيدي ... أغلب الحديث يدور عن كونك لم تقدم جديدا لاتحاد الكرة في هذا البلد فمابالك بمقعد تنفيذية الفيفا التي لها مسؤوليات أكثر وأكبر ، بمعنى ان هناك أزمة ثقة من جدوى ترشيحك لهذا المنصب ......
تصاعد الدم في عروق رأس ا( لدمية ) حتى كادت ان تنفجر من شدة الغضب وقبل ان تفتخ فمها قطع عليها رنين الهاتف فردت بغيض
- من المتحدث وركزت كل حواسها للاستماع للطرف الاخر ، ثم أجابت :
- متى سيكون الاجمتاع ولماذا لا احضر معكم ؟
إلا أنها عندما استمعت إلى جواب المتصل المجهول أطلقت ضحكة هزت بها جدران المكتب ..فلقد كانت تلك المكالمة هي كل ما تحتاج إليه الآن ...
********
جلس( الدكتور ) على أحد الكراسي الموجودة في بهو الفندق وهو يرتشف كوبا من القهوة باستمتاع ويرسم في مخيلته عن ما سوف تؤول اليه هذه المنافسة محاولا توقع ذلك قبل الجميع للحصول على سبق صحفي خصوصا بعد ان بدأ الحلف بالانهيار واتضاح الصورة أمام الرأي العام الرياضي حول حقيقة هذا التحالف الغير مبرر الأ ان ما قطع عليه حبل أفكار هي تلك النغمة الغريبة التي صدرت من هاتفه النقال والتي تفيد ورود رساله نصية جديدة ، وما أن قراءها حتى هب واقفا من المفاجأة فلقد كانت من ( المصدر الخفي ) وبها من المعلومات ما سوف يقلب الأمور تماما ، لفد كانت رسالة خاصة بكل ما في الكلمة من معنى
...رسالة من الكويت ....
**********
صوتها بلا صوت ...
ا ن ما تقوله خطير جدا يا سيد فليبان وعلى الرغم من انني لا أشك في نجاح الخطة إلا انه سوف يعرضنا لسخط شعبي كبير خصوصا من الجماهير الخليجية والعربية ، لذا في حالة الموافقة فإنه يتطلب ان يكون هناك كبش فداء بحيث لا يشير ذلك أبدا الينا . اوما الجميع رأسهم بتفهم على ما قاله الـ ( prince ) وهنا بادرت الأرملة السوداء حديثها قائلة
أتركوا هذا الأمر لي فلقد قام فليبان بدورة على أكمل وجه عندما طلب من أحدى الصحف الانجليزية بنشر مقاله مفادها ان سوء التحكيم متعمد وهدفه اقصاء المملكة من الوصول الى كأس العالم وبذلك اعطانا السيد بيتر العذر الذي يجعل الأمور كلها وكأنها أتت من جهة غير خليجية أو عربية وصدقوني إننا بقيامنا بهذه الخطوة ما هي إلا وسيلة ضغط على بن همام حتى يتنازل عن ترشيحه للمقعد ومن ثم الاتحاد الاسيوي .
همهم الجميع موافقين على ما قالته الأرملة وعندها اعطئ البرنس الموافقه لبدء المخطط مخطط افشال ملف قطر لاستضافة أولومبياد. 2022
**********
المصدر الخفي النائم
رمى الدكتور هاتفه بعنف وبسخط شديد ، بدء يحدث نفسه عن مكان تواجد المصدر الخفي الذي لم يظهر حتى الان على الرغم من تحديده لموعد المقابلة ، والذي أكد بأن معه كافة تفاصيل تلك الرسالة التي وردت بخصوص الشأن الكويتي وازداد يأسه بمرور الوقت ، وفي لحظات سمع صوت طرق على الباب وهم بفتحه لاعتقاده انه المصدر الخفي إلا انه وجد رساله اسفل الباب مكتوب عليها الى الدكتور مع التحية هذه المعلومات ليست من مصدركم الخفي النائم وانما من مواطن محب لبلده . الكويت ليس لها حق التصويت سواء ضد أو مع بن همام وذلك لعدة اعتبارات اللجنة الانتقالية المؤقته التي تدير شؤون الكرة الكويتية حاليا هي لجنة معينه وليست لجنة منتخبة وبالتالي هي معنية فقط باصلاح حال الاتحاد فقط إلى حين الانتخابات وعليه فلا يحق لها التصويت ولكم ان تسألوا أصحاب الاختصاص . الى هنا اتسعت عينا الدكتور من هذه المفاجأة السارة بالطبع ولم يجد بداً من أن يسأل نفسه هل تعلم الأرملة ذلك أم لا..؟
********
كم من دعي عدا نحوي لينطحني فعاد من صخرتي والقرن مكسور
المنامة مرة اخرى
:بدء العرق يتصبب بغزارة على جبين ( الدمية ) وقامت تحدث نفسها جيئة وذهاباً في معزلها الخاص : مالذي جعلني اتعاون مع هذا الحلف .. ها قد بدء بالانهيار وأصبح ( حلف الخمسة ) والذي سرعان ما يختفي هذا العدد ليحل محله الصفر إذا ما تعارضت مصالحهم مع الوضع العام والداعم لبن همام . وأكملت :
من الصعب الانسحاب الآنيجب ان أكمل هذه الحرب حتى النهاية ولن اسقط لوحدي وانما سأجر الكل معي ولكن النهاية أكبر مما يتصورة الجميع
*********
المقر السري للحلف :
قال الـ( prince ) بهدوء الى مندوب صاحب مصانع السيارات الكورية :
ان الأرملة قد اختفت تماما بعد اجتماعنا الأخير واتفاقنا على تنفيذ الخطة الكفيله بالضغط على بن همام وأنا متيقن من أن لذلك علاقة بمنع الكويت من التصويت ومعها خمس أتحادات على مقعد تنفيدية الفيفا .
جاوبه المندوب بكل احترام :
سيدي أنا باعتقادي ان الأرملة سوف تنسحب من هذا المخطط لكون ان الموضوع الان خرج من يدها وبالتالي عليها ان تبرر للشارع الكروي والمسؤولين سبب هذا المنع وان تبرر لهم جدوى الحملات التي تقوم بها
. وضع الـ(prince ) يده على رأسه مفكرا
- لا أعتقد ذلك .. أنها تدبر أمرُ في الخفاء بلا شك ثم أردف :
وماذا بخصوص الدمية ..؟
نحن نعلم ان ( الدمية ) هي مجرد الواجهة لأغراضنا فقط وهي في الانتظار لتتلقى الأوامر من سيادتكم .
هنا شدد الـ ( prince ) على سؤاله قائلا :
وهل تغير موقفكم الان ..
رسم المندوب على وجهه ابتسامه صفراء مجيباً :
نحن معكم إلى النهاية ...
إلا ان مافي قلبة هو عكس ما يظهرة تماما ..
************
كولولامبور قاعة المؤتمرات بالاتحاد الاسيوي
تفضل أنت – آشار السيد محمد بن همام على أحد الصحفين في ذلك الحشد المتجمع في قاعة المؤتمرات بالاتحاد الآسيوي والذي سأله :
سيدي ما سبب اختياركم لهذا التوقيت بالذات لحرمان الكويت من التصويت
وبهدوءه المعتادة جاوبة السيد / بن همام قائلا :
ان قرار المنع صدرت من قبل اللجنة القانونية وتنفيذا للمادة 4/12 من اللائحة والمطبقة منذ عهد سلطان شاه وبيتر فيلبان ولاعلاقة لمحمد بن همام بهذا الخصوص علماً بانني أكثر المتضررين من هذا القرار
- وكيف ذلك سيدي...؟
أنت تعلم ان القرار شمل خمسة أتحادات منها أربعه أعلنت التصويت لصالحي في الانتخابات .
-ولكن سيدي هناك من قال انه هذا القرار أساسه الخلاف بينكم وبين الأرملة السوداء :
سوف يكون هذا آخر سؤال أجاوبك عليه نظرا لارتباطاتي العديده فهل يعقل ان يكون الخلاف سببا لأن أصدر قرار ليس في صالحي ، بالإضافة هل من المعقول أن تحملني ذنب جهل غيري بالقانون .
سؤال أخير سيدي :
كيف ترد على الارملة برفع قرار عدم الاعتراف باللجنة الؤقتة للفيفا .
هنا ابتسم السيد / محمد بن همام ابتسامه ذات مخزى وقال :أرد عليها بمثل ما قالت ( الوعد جدام ) ..
ووسط هذا الزخم الاعلامي شق السيد بن همام طريقة الى السيارة التي تنظرة عند باب القاعة وما ان دلف حتى أمسك بالملف الموضوع على الكرسي الذي بجانبه وشرع في قراءته حتى وصل الى السطر الذي يريده فومضت عينياه ببريق الانتصار . فما ورد في التقرير من معلومات كفيلاً بأن يكون له صدى أكبر من وقع القنبلة الذرية في وجه منافسية وكفيل بأن يجعل من ( الدمية ) أن تتمنى الاختفاء من الوجود .
ترى هل يستفيد بن همام من تلك المعلومات أم تكون هناك جلسه مصالحه لاخفائه
ا************
اللعب على المكشوف
نهضت الأرملة من مكانها وباعتداد تقدمت نحو الضيف الذي حضر إليها زائراً ولم يكن سوا ( نائب البرنس ) والذي يعتبر المحرك الرئيسي للحلف ويقوم بجولاته الفلكية لحشد الاصوات لصالح الدمية وبعد التحية المقتضبة من قبله والذي بدأ واضحا انه يريد الدخول مباشرة في صلب الموضوع فوجهه كلامه للأرملة قائلا :
أرى أن الأمور قد بدأت تخرج من تحت سيطرتك خصوصا بعد صدور قرار عدم إمكانية التصويت .
أجابت الأرملة بارتباك :
- كلا ، لازلت أقوم بدوري على أكمل وجه وحتى وان مُنعنا من التصويت لكن غيري لم يُمنع فرد عليها نائب البرنس مشككا :
- ألن يقوموا بتغير موقفهم بعد الأحداث الأخيرة
صمتت الأرملة لبرهة مفكرة ثم أجابت
لا ... لا اعتقد ذلك .
وما هي الخطوة التالية ..؟
: إلتمعت عينيا الأرملة وقالت :
- سوف أبلغك بعد أن أتأكد من أمر واحد فقط وعندها سوف أتوجه إلى هناك
وأشارت إلى صورة معلقة على الجدار
صورة مبنى الفيف
ا**********
سيدي موقفنا صعب جدا خصوصا بعد التطورات الأخير قال المستشار القانوني للدمية اثناء الاجتماع المنعقد بمكتبها وبعد برهه من التفكير أجابت الدمية بقولها :
- لا اعتقد ان رئيس الاتحاد الاسيوي سوف يستخدم هذه الورقة ..فتكلم المستشار بإرتباك واضح :
- وما أدراك سيدي ، إذا أحس أنه مضطر فبالتأكيد سوف يستخدمها إلا إذا ... قاطعته الدمية :
إلا إذا ماذا ....؟
-إلا إذا اجتمعنا معه وعقدنا اتفاقاً معه أو قمنا بالانسحاب من الانتخابات
ردت الدمية بغضب :
كلا ...... لن انسحب حتى لو كان هذا آخر عمل في حياتي..
إلا أنه قلبه لم يكن واثقاً من هذه النقطة ..
لم يكن واثقاً أبداً .
**********
تعالى صوت ضحك السيد محمد بن همام مع المسؤول الاعلامي الخاص بالاتحاد وبعد ان توقفوا واستجمعوا أنفاسهم قال السيد محمد : - أكثر مايضحك في الموضوع مسأله الشيكات وتلا ذلك بقهقه ثم أردف :
- منذ متى والاتحاد الاسيوي يتعامل بالشيكات نحن لا نقوم بالدفع إلا نقدا وهذه هي النقطة الغبية والذي يثير الضحك أكثر بأنني أتجول حاملا معي رواتب على شكل شيكات وكأن الاتحاد الاسيوي ليس منظومة إدارية دولية محترفة والغريب أيضا أن هذا الصحفي لم يشر إلى أن هذه الشيكات عن ما إذا كانت صادرة من ماليزيا أم من بنوكهم المحلية وهل سوف تخضع للمقاصة وان تقتطع منها نسبة لعمولة البنك وهل إذا كان البنك أيضا مرتشي بسبب قبوله العمولة. حقيقة هو إفلاس إعلامي ، أما بالنسبة لمسأله كوريا أنا حتى لم أفكر بالذهاب إلى هناك كيف أذهب وكان موقفهم صريح بعدم التصويت لي .
هنا تحدث المسؤول الاعلامي بعد أن مسح دموعه من الضحك قائلا :
لاعليك دعنا من تفاهات الصحف الغشيمة و المسانده للمنافس ثم أكمل :
الأرملة السوداء الآن كشفت عن وجهها الحقيقي والدليل أنها تقوم بزيارات لخمس دول في آسيا الوسطى لنسج شباكها تحت مظلة المجلس الأولومبي ولكنها نسيت كازخستان رغم انها البلد الأكبر في وسط آسيا ولها ثقلها في المجلس الأولومبي الاسيوي بالنسبة للألعاب الاخرى وهذا هو ما فضحها لسبب وحيد أن كازخستان ليست عضوا في الاتحاد لاسيوي لكرة القدم وانما في الاتحاد الأوروبي وبالتالي يفضح الاهداف المعلنة للارملة ويكشف عن وجهها الحقيقي .
أكد السيد محمد بن همام بهز رأسه موافقا ثم قال :
لن ينفعها ذلك انه ما تقوم به هو مجرد اجراء انفعالي لموضوع عدم تمكن اللجنة الانتقالية الموقته من التصويت خصوصا وأنني قبل أن أقوم بهذا الإجراء خاطبت الفيفا به وجاء الرد بالموافقة بالإضافة أن هناك أمر آخر أقوم بتجهيزه لهم أكبر من الأخرى ..
تفجأ المسؤول الاعلامي من ذلك وسأل بإلحاح :
كيف ذلك سيدي .. كيف .
فأجابه السيد محمد بن همام ساخراً :
أنت تعلم أن اللجنة الانتقالية التي تدير شؤون الاتحاد الكويتي لكرة القدم أهدرت الوقت ولم تقم بدورها في دعوة الجمعية العمومية في وقت مناسب واجراء انتخابات مجلس ادارة الاتحاد قبل المدة التي حددها «الفيفا»مايو المقبل، حتى وان وجهت «الانتقالية» الدعوات لعقد الجمعية العمومية لاتحاد القدم يوم الاحد 12 ابريل فان الامر يحتاج الى 15 يوماً طبقا للائحة يعني سيكون عقدها يوم 28 ابريل، واذا حضرت الاندية الاجتماع ووافقت على الـ 14 عضوا لمجلس ادارة الاتحاد (وهي رغبة سمو الامير حيث ترأستُ الاتحاد في فترتي الثانية على اساسها)، وغيرت الحكومة القوانين بمرسوم الضرورة، فإننا سوف نجد أنفسنا دخلنا في شهر يونيو وتجاوزنا الفترة المحددة للفيفا 31 مايو المقبل.وبالتالي فأن ذلك يعني ..
قاطعه المسؤول الاعلامي وهو غير مصدق :
الايقاف .. للمرة الثالثة ..
ثم أردف :وماذا بالنسبة للدمية قال المسؤول الاعلامي ذلك و ابتسم محمد بن همام وقال:
- لن تجروء الدمية على الوقوف طويلا.
-وكيف ذلك سيدي
اجابة محمد بن همام بكل ثقة ملوحا بتلك الورقة التي بيده
- بالقانون
فارتد المسؤول الاعلامي في كرسيه بعنف
**********
تضليل أولومبي
انتظرت الارملة مندوبها في بهو الفندق والذي ُكلف لحضور الاجتماع الذي مع احد المسؤولين بالفيفا ، وبدا عليها الارتباك واضحاً خوفاً من القرار الذي سوف يخلص له هذا الاجتماع ، وإثناء تفكيرها تذكرت مقابلتها الأخيره مع ( نائب البرنس ) حيث أوضحت له أنها تزمع للتوجه للفيفا كخطوة أخيرة لمناقشه أمر احقية اللجنة الانتقالية للتوصيت من عدمه وفجأة قطع عليها حبل أفكارها صوت المندوب وهو يهرول ناحيتها ويسمح العرق المتصبب على جبينه وهو يناديها .فسألته بلهفه :
كيف سارت الأمور ..؟
فأجابها بارتباك واضح : ليس على ما يرام .. ثم أردف:
- لكننا نستطيع أن نستغل هذه النقطة مؤقتاً لصالحنا ..
فصرخت في وجهه : كيف ذلك أيها الغبي ...
فرد عليها بخوف :
لا أحد يعلم طبيعة الكتاب الذي خاطبنا به الفيفا وعلى هذا الاساس جاء الجواب عاماً ، بمعنى أننا نستطيع أن ننشر هذا الخبر بنفس صيغة جواب الفيفا ، ونترك للناس التخمين ...
فكرت الارملة السوداء للحظات ثم إلتمعت الفكرة في رأسها فجأة وقالت :
بالفعل .. فبهذه الصورة سوف نوجه الجمهور نحو اتجاه واحد.. وهو أننا محاربون
...محاربون من قبل رئيس الاتحاد الاسيوي ..
********
قرأ السيد / محمد بن همام الكتاب الصادر من الفيفا ثم قال موجهاً كلامه لنائبه السركال :
- لعبة جديدة من الأرملة ..
فهز السيد يوسف السركال رأسه موافقاً وقال :
-بالضبط يا أبا ( جاسم ) وسوف استغرب أن لم تقم الأرملة بهذه الخطوة ..
فرد عليه السيد / محمد :
-صدقني يا يوسف لا يهمني ما تقوم به الارملة ، ولكنني أشفق على الشارع الرياضي في الكويت من هذا التضليل المجحف في حقهم ..فأنت تعلم ان الكتاب الصادر من اللجنة الإنتقالية كان للسؤال عن مدى أحقيتهم لحضور الاجتماع الذي سوف ينعقد بالبهاماس ..حيث جاء الرد من قبل الاتحاد الدولي بتأكيد أحقيتهم للحضور والتصويت في ذلك الاجتماع ..
فقاطعه السيد يوسف السركال قائلا :
- ومن هنا تأتي اللعبة ..
فهز السيد محمد رأسه :
-بالضبط .. بالضبط ، الاتحاد الدولي يعترف بكافة الاتحادات المنتخبة أو المعينه لكونه وضع في الاعتبار بعض الاوضاع السياسية الخاصة لبعض الدول .. في حين نجد أن الاتحاد الاسيوي لايعترف إلا بالإتحادات المنتخبه .. وفقاً للقانون .
هنا ظهر تسائل في عيني السيد يوسف عن معنى ذلك وعلاقته بكتاب اللجنة الانتقالية الموجهه للفيفا ، ولاحظ ذلك السيد / محمد فأكمل حديثه :
إلا تعلم الأرملة أن خدعتها لن تستمر طويلاً ، الكتاب واضح مثل الشمس ، يحق للجنة الانتقالية الحضور لإجتماع الجمعية العمومية في البهاماس لكنهم لا يستطعون الحضور أو حتى التصويت على مقعد تنفيذية الفيفا لأن المرجع في النهاية هو لللإتحاد الأسيوي في مثل هذه الحالات وللإتحادات المنظمة تحت مظلته ...
فعاجلة السيد / يوسف السركال بالقول :
-إذا ما الهدف من كل ذلك ..
تريث رئيس الاتحاد الاسيوي لمدة لحظات قبل ان يجيب :
-الهدف هو ، الشحن ...
شحن الجمهور الكويتي ضد محمد بن همام
*********
الأرملة في شتات والدمية تعاني الفضيحه
قذفت( الارمله السوداء ) كأس العصير الذي كانت تحمله على الحائط بعنف وبدوي مسموع تناثر زجاج الكأس حول الغرفة ثم إلتفت والشرر يتطاير من عينيها إلى ( الدمية ) وقالت :
- أسمع لا أريد ان اسمع منك ذلك مرة أخرى ، أنا لم أحضر لهذا الاجتماع لمناقشة ذلك .
فترددت ( الدمية ) لحظات ثم قالت :
- الأمر بدأ يأخذ منحنى آخر وإذا لم نعقد جلسه الصلح هذه مع رئيس الاتحاد الاسيوي فالخسارة ليست هي كل شئ .
عند هذه العبارة إلتفتت ( الأرملة ) إلى ( الدمية ) بعنف ووجها يحمل تعابير كل غضب الدنيا ولكأنه وجه الف شيطان وقالت :
-ماذا تعني ..؟
- أعني بأن الخسارة سوف تكون مجرد أمنية ، لأنها ستكون مصحوبة مع فضيحه ..ثم أردفت :
-ولاتنسى بأن هناك وعد من ( سمو أمير الكويت ) بمنح الصوت لرئيس الاتحاد الأسيوي ..
قاطعت الارملة الدمية قائلة :
- لا يوجد ما يثبت ذلك .. ثم اتسعت عيناها متذكرة ذلك اليوم وبخيبة أمل أكملت :
- سوا .
.- سوا ماذا ..؟
- سوا من كان حاضراً الاجتماع ..
هنا تحدثت الدمية :
- بالإضافة انه لم يوجد من ينكرة وهو ما يصب في صالح رئيس الاتحاد الاسيوي ولا تنسى كيف ستبرر موقفك ( لسموه ) عندها ، ولا اتنسى أن موضوع الكتاب الصادر من الفيفا لن يلبث وأن يستيقظ الناس من وهم ما يرغبون سماعه وتتضح لهم الصورة بأن الكتاب متعلق بأمر آخر غير موضوع التصويت على مقعد تنفيذية الفيفا وهو ما بدأته بالفعل بعض صحفكم المحلية بالإشارة إليه .
تحركت الارملة في الغرفة جيئة وذهاباً وانعقد حاجباها في تفكير عميق ثم قالت بهدوء صارم :
- لازالت هناك فرصة أخيرة ..
تسآئلت الدمية :
- فرصة أخيرة .. كيف ..
- سنستغل الجانب النفسي ..
لم تفهم ( الدمية ) ما يرمي إليه ولذلك عاجلت الارملة بالقول :
- لنتتظر الانتخابات ..
انتخاب الاتحاد العربي لكرة القدم ....
.وعندها فقط فهمت ( الدمية ) ما ترمي إليه الأرملة ....
******
الجاسوس ... ( حولي )
في ذلك الركن المظلم من الشارع وقف رجلً ، ذا ملابس متشحة بالسواد ، ساعدت في إخفاءه بشكل يجعل من العسير ملاحظته دون تركيز .أنها الثامنة ليلاً ولقد مضى على بقائه ثلاث ساعات دون أن يحس بالكلل أو الملل ، يرقب الخارجين من المبنى في الجهة المقابلة من الشارع بتلك العينان اللتان إمتلاءتا حقداً وكراهيه ونشوة في نفس الوقت ، لتحقيق المهمة التي ُكلف بها ، يعتصر قبضته ويعض شفته غارقاً بأفكاره .... وأثناء ذلك خرح رجل من المبنى ... وهنا تبددت الافكار من ذهنة وركز بصره على الشخص الذي يمشي اتجاهه ، ( انه هو ) هذا ما تمتم به لنفسه ، وانتظره.. وما ان وصل إليه حتى أخذ منه ملفاً كان يحوي كافة تفاصيل المهمة المكلف بها ، وبدون تبادل أي من الكلمات أنطلق ...إنطلق بخفة الفهد متجهاً إلى منزله وما هي إلا لحظات حتى وجد نفسه داخل المنزل ورنين الهاتف يتواصل ، فركض مسرعاُ ناحية الهاتف وأجاب :
- من المتحدث ..
أتاه الصوت بلفظ الآمر:
- أنه انا ( الدمية ) ..هل انت مستعد للمهمة ..
جوابه الجاسوس بكل برود :
-نعم انا على اتم الاستعداد وإقلاع الطائرة في الساعة السادسة من صباح الغد ..
ههمت الدمية مبدية ارتياحاً على ذلك ثم قالت :
- يجب ان تلتزم بما جاء في الملف فالمنافس يتقدمنا بخطوات ..
فرد الجاسوس :
- هي ليست المرة الاولى التي اقوم بذلك ولن تكون الاخيره .
- اتعشم لذلك قالت الدمية ثم أردفت :
- .. إذا ننتظر منك اتصالاً
ثم أنهت الدمية المكالمة ..
وجلس الجاسوس يفكر في تكل المهمة ..
مهمة فرق تسد ...
********************
ما موقفنا من الناحية القانونية سأل رئيس الاتحاد الاسيوي ذلك لمستشارة القانوني والذي رد عليه بكل حماس :
-سليم 100% ولن تستطيع الدمية الصمود امام ذلك ..
فرجع رئيس الاتحاد الاسيوي بظهرة مفكراً فيما قاله المستشار وسأل نفسه هل يستخدم تلك الورقة الرابحه أم لا خصوصا بأنه لم يعد بحاجة إلى ذلك بعد أن تجاوز المنافس إلى الان بما يفوق العشرة أصوات إلا أن المستشار القانوني قطع عليه تفكيرة سائلاً :
-هل نباشر الاجراءات القانونية والمخاطبات مع الفيفا ..
فرد عليه رئيس الاتحاد :
-كلا.. ثم أردف : فلننتظر قليلاً إلى ما بعد إنتخابات الاتحاد العربي..
ولكن سيدي ما علاقة ذلك ..
لاتوجد علاقة لكنني لا اريد الاستعجال الآن .. فلن نستخدم هذه الورقة إلا إذا حانت الفرصة المناسبة لذلك و أن.........وأن ..
ماذا سيدي الرئيس ... قال المستشار بإلحاح ..فأشار رئيس الاتحاد الاسيوي إلى الهاتف وقال :
-وأن يردني الاتصال ..
اتصال ( الدمية ) ...
*****
الضربة القاصمة .. من نصيب من ...الوعد ( قدام ) ..
بإنبهار شديد أخذ المسؤول الاعلامي للإتحاد الاسيوي يقرأ التقارير الواردة من أحد المصادر في الفيفا ، وهو يكاد لايصدق من هول ما يقرأ ، ولم يكن يتمنى أن تصل الأمور إلى هذا الحد ، لكنها حرب لم يرغب بها رئيس الاتحاد وإنما أُجبر على خوضها وها هو يثبت رباطة جأشة وثبات قلبه وإستحقاقه لتربع العرش الاسيوي وبلا منازع ..وعلى الرغم من انه اشار إليه في السابق بانه يجهز للضربة الثانية اثناء حديث المسؤول الاعلامي مع رئيس الاتحاد إلا انه لم يكن يتصور أن تكون بهذه القوة ..والتي بدون شك سوف تسبب صدمة للشارع الرياضي بشكل عام ودون إستثناء ..وإثناء إنغماسه في التفكير تذكرة كلمة رئيس الاتحاد الاسيوي وبالفعل صدق بن همام وبن همام صادق والوعد ( قدام ) ...
********
إنهيار ...
انهارت الدمية على كرسيها من هول ما سمعت فلم تقوى قدماها على حملها وبشكل يثير شفقة من قد قلبه من صخر ..وغطت وجهها لتخفي علامات اليأس وهي تتحدث إلى مدير حملتها الانتخابية قائلة : - لقد حذرت الارملة .. ولكنها لم تستمع ، وطلبت منها عدم الوثوق بأحد .. فها هي الضربة قد أتت من اقرب المقربين لها ..
وبإشفاق قال مدير الحملة الانتخابية :
- لا عليك .. المهم ان نكون بعيدين عن الصورة ..
قاطعته الدمية بعصبية شديدة :
- بعيدين عن الصورة ، هل انت احمق ام ماذا ؟ إذا كانت الحملة كلها تدار بواسطة الارملة ونائب البرنس .. فكيف تتصور ان يفصل الناس بين ماحدث وبيننا ..
ارتبك مدير الحملة الانتخابية ولكنه سرعان ما تكلم قائلاً :
- نستطيع ان نتدراك الأمر ..
فرفعت الدمية رأسها بشكل حاد عندما سمعته يقول وذلك و بإصرار :
- هات ما عندك ..
- سيدي نستطع أن نعقد جلسة الصلح تلك التي رفضت الارملة القيام بها ..
غمغمت الدمية في تفكير وردت :
- الأمر الان ليس بيد الارملة فإذا كنا نرغب بأن نعقد هذه الجلسة لا بد لنا من أن نأخذ الموافقة منه ..
فهز مدير الحملة الانتخابية رأسه بالموافقة وهنا اشارت له الارملة بان يباشر هذا الاجراء وعلى الفور ، رفع المدير سماعة هاتف المكتب وإجرى الاتصال ..
الاتصال بالبرنس ......
***********
السير في الاجراءات
هلى قمت بارسال الملف إلى الفيفا قال السيد محمد بن همام ذلك موجهاً كلامه إلى المستشار القانوني للإتحاد والذي رد عليه بدورة :
-نعم سيدي ، ومدعماً بكافة الادلة من صور فوتوغرافية وتسجيلات الفيديو وبشكل كامل ودقيق ..
علق السيد / محمد بن هماما على ذلك بالقول :
-ممتاز ممتاز .. ثم أردف :
-و ماذا عن رؤساء الاتحادات المعنيين بالموضوع ..
-تأكد سيدي بأنهم ظهروا بشكل كامل ودقيق في تسجيل الفيديو ..
-ومتى تتوقع أن يرد الاتحاد الدولي ( الفيفا ) ..
- قريباً سيدي .. فمثل هذه الامور لا يمكن السكوت عليها لانها ايضاً تشكل جريمة وفقاً للقوانين الوطنية وليس فقط لقوانين الفيفا او الاتحاد الاسيوي ..
وقبل ان ينصرف رئيس الاتحاد الاسيوي عاجلة المستشار بسؤال قائلا:سيدي ، هل من الممكن ان تخبرني كيف حصلت على كل تلك الاشرطه والمعلومات .
.فضحك السيد / محمد بن همام وقال له وهو يغمز بعينه ويشير إلى احد الاعلانات الواردة في الصحف ..
- من المصدر الخفي
فتطلع المستشار إلى الاعلان الوارد في الصحفيه ولكنه لم يفهم ما عناه رئيس الاتحاد الاسيوي وعندما رفع رأسه كان السيد محمد بن همام قد غادر المكتب فأعاد نظرة إلى ذلك الاعلان والذي لم يكن سوى إعلان لأحد الافلام السينمائية الشهيرة
فيلم ..الجاسوس ..
( حولي )
******
خضوع الجبابرة ...
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
كانت هذه صرخة الأرملة السوداء التي هزت به جدران غرفتها بسبب ذلك الحلم المزعج لذي راودها أثناء النوم ، وبأصابع مرتعشة أخذت كأس الماء الموضوع على الطاولة الصغيرة بجانب سريرها وشربته بنهم ، وهي تمسح العرق المتصبب من جبينها ، فلقد رأت نفسها محاطة بأسئلة عضو لجنة الاخلاق وما جعلها تستيقظ من نومها في رعب هو رؤيتها لشريط الفيديو المسجل والذي تظهر فيه صورتها بوضوح محاولةً رشوة أحد رؤساء إتحاد كرة القدم ...وتذكرت دفعة واحدة كلام الدمية بعدم الوثوق بأي شخص خلال قيامها بأي عمل يتعلق بالانتخابات ، ولكنها استهترت في الموضوع ولم تعرة أي اهتمام فكل ما كان يشغلها هو هزيمة محمد بن همام ..تباً ... غمغمت الارملة ذلك لنفسها وهي تعتصر كأس الماء بيدها ، غير متصورة أن تأتي هذه الطعنة من قريب لها ، وليس أي قريب
...وإنما قريب...من نوع آخر ...
*******
الخضوع ...
سعادة محمد بن همام ، نحن نطلب أن يتم تأجيل إنتخابات الاتحاد العربي لمدة أربع سنوات قال ذلك ( نائب البرنس ) موجهاً حديثه لرئيس الاتحاد الاسيوي في الاجتماع المنعقد ، وتريث السيد / محمد بن همام في الاجابة وهو يتطلع إلى وجوة الحاضرين حتى وقعت عيناه على ( الدمية ) التي اصابها النحول والوهن ثم وجه نظرة مرة أخرى إلى ( نائب البرنس ) وقال ..
- انا اسف .. ثم أردف :
- تأجيل الانتخابات لمدة أربع سنوات بعد أن كسبت اربعة عشر صوتا..
تعلى صوت الهمهمة من قبل الحاضرين في الاجتماع إلا ان قام ( البرنس ) بنفسه بمقاطعة ذلك قائلاً :
- لا بأس إذا من أن نجعلها سنتين ..
رفع الاستاذ / محمد بن همام يدة وقال :
- بل ستة أشهر .. ستة أشهر فقط لا غير ..
تفاجأ ( البرنس ) من هذه الاجابة وأصابة الارتباك للحظات إلى ان انقذه ( نائب البرنس ) بتدخله قائلاً :
- سوف نقبل بالسنة وأرجو أن تظهر لنا قليلاً من المرونة يا سيد محمد بن همام فأنت تعلم أن تواجدنا من أجل خدمة الرياضة العربية ، كما أننا سنعرض عليك أمر آخر ..
-فضحك السيد / محمد بن همام وقال :
- ما هو يا صحاب السمو ..
فالتفت ( نائب البرنس ) إلى الحضور وبعد ان أخذ اشارة الموافقة من الجميع قال :
- نحن نعرض عليك ان تتنازل عن الترشح لرئاسة الاتحاد العربي مقابل ان تتنازل الدمية عن خوض انتخابات تنفيذية الفيفا .. وبمعنى آخر سوف نمنحك صوتنا في هذه الانتخابات
هنا تطلع السيد / محمد بن همام مباشرة إلى ( نائب البرنس ) وقال :
- تنازلها من عدمة لن يأتي بجديد لذلك ..- كلا .. ولن انسحب من انتخابات الاتحاد العربي ... لن أنسحب
وانصعق الجميع من هول ذلك ..
******
جولة ..... ورشوة ....
لم تكن الزيارة مثمرة قالت الأرملة السوداء ذلك للدمية من خلال حديثها عن طريق الهاتف فردت الدمية قائلة :
- لماذا لم تقومي بمنحه وساماً كما هي العادة ..
ردت الأرملة بغيض :
- المشكلة في أن الاتحاد الهندي متحفظ قليلاً في التعامل معنا خصوصاً بعد مسألة الرشاوي التي أثارها الصحفي الاسترالي حولنا وتقصي لجنة الاخلاق لخيوط تلك القضية مما جعل تعاملهم معنا رسمياً قليلاً.
- وهل تعتقد بان الهند سوف تقف معنا ..
- كلا .. لا اعتقد ذلك ..
- وماذا عن الصين وبوتان :
- الصين كانت واضحه فصوتها لبن همام واعلنت عن ذلك منذ فترة طويلة ولكن زيارتي هي للمحاولة فقط
- سمعت أن لجنتكم قد ارسلت خطاباً للفيفا مع اتحادات لاوس وافغانستان وتيمور الشرقية
ردت الأرملة :
- نعم ذلك صحيح واكدت الفيفا بأحقيتنا في التصويت اليوم كذلك المشكلة ان هذا القرار لا يلزم الاسيوي لإختلاف القوانين ، ولم ينشر هذا الخبر إلا في اخبارنا المحلية .. وهذا القرار مثل القرار السابق
غمغمت الدمية بغضب ثم قالت :
-لدى احساس بان هناك امر كبير قادم في الطريق ..
ركزت الارملة حواسها عند سماعها تلك العبارة وقالت :
- ما القصد من ذلك ..
تريثت الدمية قليلاً ثم قالت :
- لا شي لكنه مجرد احساس
احساس بالخطر ...
******
الدوحه – قطر
سمع السيد / محمد بن همام طرقاً خفيفا على باب مكتبه فخلع نظارته الطبية ووضعها في الطاولة آذنا للطارق بالدخول ..وما ان دلف الزائر الذي لم يكن سوى الدكتور فرحب به السيد / محمد وقال :
- لم نرك منذ آخر لقاء لنا يا دكتور ..
فاجابه الدكتور بكل احترام :
-انت لم تحضر الى الدوحه منذ مدة طويلة كذلك يا سعادة رئيس الاتحاد ..ثم اردف الدكتور سائلاً :
- كيف كانت زيارتك للرياض ...
رجع السيد / محمد بن همام بكرسية إلى الخلف وقال :
- انجح مما يتصور الجميع .. ثم أكمل :
- صحيح لم تجرى اية انتخابات ولكي اصدقك القول لقد استمات البرنس على ان لا تجرى الان ولم اوافق على ذلك إلا عندما وافقوا على تطوير قوانينهم بمعنى اعطيتهم برنامجي الانتخابي وتنفيذه كان شرطي للموافقة على تأجيل الانتخابات ولجنة التطوير هي احد افرازات ذلك رفع الدكتور حاجبية مستغرباً وقال :
-ومتى حدث كل ذلك ..
ضحك السيد محمد بن همام وقال :-
الم تكن هناك استراحه قصيرة مدتها 15 دقيقه ...فهز دكتور راسة موافقا .. ثم أكمل السيد محمد :
-وامتدت حتى الساعة والنصف ..
هنا التمعت عينا الدكتور واكمل الحديث :
-هل تعني ان الاجتماع الفعلي حدث في هذا لوقت ..
رد عليه السيد / محمد بهز راسه موافقاً وقال :
-بالضبط .. وبعد ان قام رئيس خمسة عشر اتحاداً بزيارتي في جناحي الخاص وتم الاتفاق على كل الامور ..
نظر الدكتور إلى السيد / محمد بإعجاب وقال :
-وما هي الخطوة التالية ...
فاجابة السيد / محمد :
-الخطوة التالية يوم الاحد ..
ثم سكت قليلا .. وأكمل :
-الاحد القادم في الدوحه سيعقد اجتماعي مع مجموعة من الاتحادات الكروية ..
في هذه اللحظة اخرج الدكتور ورقة من جيبة وقرأ ما فيها للحظات ثم رفع عينية للسيد / محمد بن همام وقال :
- وماذا عن الاتحاد البحريني ..
ماذا عنه قال السيد / محمد ..
- هل سيتم ايقافه ..
هنا ايتسم السيد / محمد بن همام وقال :
- قانوناً يحق لي ذلك وانت تعرف لماذا...اما هل سوف استخدم هذا الاجراء .. قال ذلك واخرج ورقة وقلماً وخط عليه بعض العبارات وسلمها للدكتور وما ان قرأها حتى اتسعت عينية من هول المفاجأة
..ويالها من مفاجأه ...
*****
الأرملة والدمية يتشاجران ... والبرنس ونائبه مختفيان
...أصمتي .....
قالت الارملة ذلك للدمية بغضب شديد أهتزت على اثرها جدارن الغرفةولم تقبل الدمية هذا الاسلوب وسرعان ما ردت بنفس الوتيرة قائلة :
-ما الهدف من ترشيحي إذا ، لقد عرضتم سمعتي للخطر ولم تحققوا نصف وعودكم ..
نظرت اليها الارملة والشرر يتطاير من عينيها قائلة :
-الان ظهر لك لسان .. لقد صلت وجلت عبر القارات لجمع الاصوات وها انتي الان تعارضين وتفكرين بالانسحاب ..
قاطعتها الدمية :
-ولماذا لم تقومي بترشيح نفسك اذا لهذه الانتخابات او لما لم يقم البرنس بذلك ..
اصاب الارملة في هذه اللحظة صمت مطبق دون ان تعرف كيف ترد حتى قطعت الدمية هذا الصمت :
-لقد قمتم بإستغلالي اسوأ استغلال وها هو اتحادنا الان معرض للايقاف بسببكم..
رفعت الارملة أصبعها في اشارة طالبة منها السكو وقالت :
-انت تسببتي بذلك وليس نحن ..
هزت الدمية رأسها قائلة :
-هكذا اذا ..
ثم اردفت :
-لقد خفتم ان يهزمكم بن همام لذلك لم ترشحوا انفسكم وتركتموني افعل ذلك تنفيذا لمآربكم الشخصية .. والان الكل يتنصل من المسؤولية .. حتى البرنس ونائبه رفعا ايدهم عن الموضوع وانسحبو من هذه المعركة وهو ما يدل على قرب نهياتنا ..
قاطعتها الارملة :
-نهياتك انت وليس نحن ..
اشتدت حمرة وجه الدمية حتى أوشكت عروق رأسها على الانفجار وقالت :
- سوف نرى من الذي سيخسر في النهاية ..والان أخرجي منها ..
تفاجات الارمل من ردلة الفعل هذه ..وقررت ان تنسحب وتخرج من الغرفة ..قبل ان يتطور الخلاف بشكل اكبر من ذلك ..وارادت ان تقضي مع نفسها قليلا للتفكير فلقد بدأ خلافها مع الدمية يأخذ منحنى اخر وهو ما يصب في مصلحة بن همام ..
خصوصا بعد الاختفاء ....
اختفاء البرنس من المعركة ....
******
مبعوث سري .... وإجماع كلي ...
قطعت الارملة غرفتها جيئة وذهاباً في ارتباك واضح مسترجعة في عقلها شريط من الذكريات حول هذه الانتخابات إنتهاء إلى خلافها الأخير مع الدمية والذي على إثرة طلبت منها الخروج من مكتبها في تحول كبير لموقفها واستمر انقطاعها واختفائها عن الساحة حتى هذه اللحظة ، وما قطع عليها هذا التسلسل الفكري هو سماعها لطرقات خفيفة على الباب يستأذن صاحبها للدخول وبعجالة تدل على اهمية الطارق اذنت له قائلة :
- هل وصلوا ..
فرد عليها مدير مكتبها قائلاً :
- نعم سيدي ولقد باشروا العمل فورا ً ..
فقاطعته الارملة :
- وهل استقبلهم احد في المطار ..
هز المدير رأسه نفيا ثم قال :
- لايهمنا الاستقبال .. المهم ان ينجحوا في تعطيل وافشال المؤتمر..
برقت عينا الارملة ببريق شرير وقالت :
- نعم .. هذا هو الاهم .. ثم اردفت ولم ادفع كل هذه الاموال لتفشل المهمة ..
أيّد مدير المكتب ما قالته الارملة ..وقبل ان يفتح فمه للحديث فاجأه رنين هاتف المكتب الخاص فقز المدير من مكانه ليستلم هذه المكالمة التي انتظرها الاثنان منذ ما يربو على الثلاث ساعات واستمع إلى محدثه بتركيز شديد وعندها اتسعت عيناه ..
ولاحظت الارملة ذلك وانهارت على كرسيها ..
فلم يكن ذلك يعني سوا امر واحد ...
أمر واحد فقط .
*******
كولومبو – قاعة المؤتمرات
أيها السادة انتم تعلمون اننا نسعى جاهدين للرقي بالكرة الاسيوية والوصول بها إلى مصاف العالمية وها قد بدت ثمار ذلك بالظهور من خلال مشاهدتنا للعديد من الدول التي لم تكن تولي اهتماماً كافياً لرياضة كرة القدم وانصرف ذلك لينعكس على آدائهم في المباريات وحتى على مستوى التحكيم إذا ما قارناه بالسابق ..
كان ذلك جزء من خطاب سعادة / السيد محمد بن همام في المؤتمر الخاص والمنعقد في سيريلانكا بحضور رؤوساء ثلاثة عشر اتحادا كرويا حيث انصت الجميع له بتركيز واحترام إلى أن قوطع السيد محمد بن همام في حديثة نتيجة لتعالي صوت الصراخ خارج القاعة ونظر رؤوساء الاتحادات لبعضهم في استغراب واستنكار لما يحدث حتى اشار السيد محمد بن همام لموظف الأمن الذي اسرع في خطواته حتى وصل إليه وقال :
- ماذا يحدث هناك ..
فرد عليه الحارس في انضباط شديد :
- لا شئ سيدي مجرد شخص يقول انه مبعوث ..
فارتفعت حاجبا بن همام في استغراب وقال :
- مبعوث ..... مبعوث من من ..؟
فرد عليه الحارس بارتباك :
- يقول انه مبعوث من الارملة ..
همهم كل من في القاعة باستغراب اثر ما قاله الحارس إلى أن وقف بن همام واشار للحارس بأن يسمح للمبعوث الدخول ولكن ان يكون قريبا من الباب ليعرف ماذا يريد ..
وما أن دخل المبعوث حتى بادر بالحديث بصوت عال ليسمعه الجميعلا تمنحوا اصواتككـــ.....ولم يجد الوقت الكافي لإكمال عبارته حيث دفعه الحارس بعنف خارج القاعة واغلق الباب وبدا من الواضح للجميع ان هذا المبعوث لديه مهمة واحده ..وهي إفشال هذا الاجتماع .. فطال الصمت في القاعة وسرح السيد / محمد بن همام بأفكاره حول مدى الوقاحة التي وصلت إليه الأرملة لتفشل اجتماع بحضور رؤوساء ثلاثة عشر اتحاداً..
وبعد فترة من هذا الصمت تقدم أحد رؤوساء الاتحادات وربت على كتف بن همام قاطعاً عليه افكارة وقال :
- سيدي .. لقد اتخذنا القرار ..ثم أردف :- وبإجماع ..
فالتفت اليه السيد محمد بن همام لينصت إليه بتركيز :
- اجمع الكل أن يمنحوك صوتهم ..
هنا انفرجت اسارير بن همام بعد سماعه لهذا القرار والذي يعني أمران لا ثالث لهما ..
إضافة ثلاثة عشر صوتا على الاصوات التي حصل عليها ..
وفشل مهمة الارملة في إفشال هذا الاجتماع ..
****
المواجهة المباشرة بعد الحرب عبر القارات ..
لقد وصلت الدمية ..قال ذلك مدير مكتب سعادة محمد بن همام فما كان منه إلا ان هز راسه بعلمه بهذا الخبر و قال :
- وهل تم استقبالها بشكل يليق ..
- بالتأكيد سيدي تم الاستقبال بشكل رسمي وبعد ذلك تجمع الصحفيين حولها لإلقاء بعض الاسئلة حول مدى تأكدها من الفوز وعدد الاصوات إلا انها فضلت عدم الاجابة على معظم الاسئلة ..
جميل جميل قال ذلك بن همام ثم اردف :
- وماذا حدث بعد ذلك ..
- لا شئ سوى انها توجهت إلى السيارة المخصصة لنقلها وتوجهت إلى الفندق ..لكن الغريب في الامر ان الارملة لم نحضر ..
ابتسم بن همام عند سماعه تلك العبارة وقال :
- وما الغريب في ذلك ..رد مدير مكتبه :
- الغريب انها اقامت الدنيا ولم تقعدها بخصوص دعمها ومساندتها للدمية وحينما وصلت الدمية نراها اختفت ..
استمر ين همام في ابتسامته التي اثارت استغراب مدير مكتبه اكثر واكثر ثم اراحه من عناء التفكير وقال :
- ان عدم ظهور الارملة مع الدمية يعود لسببين اولهما ان هناك خلاف كبير جدا بيهما بحيث يصعب تواجدهما معا بدون تدخل جدي لإصلاح هذا الخلاف ..والأمر الآخر .. ثم سكت ...
وتحفزت جمع حواس مدير مكتبه لسماع عبارته الاخيرة ولم يستطع ان يمسك نفسه للحظات فتحدث قائلاً ..
- ماهو الامر الآخر سيدي .
.فأشار له بن همام ان يتمهل وقال :
- لا داعي لحضورها .. أبداً- ابداً على الاطلاق .. ثم اكمل بتمهل :
- لأنها لن ...تصوت ابداً ...
****
المصيـــــــــــــدة ...
تعالى صوت ضحك السيد / محمد بن همام مع عدد من روؤساء الاتحادات في غرفته اثناء اجتماعه معهم وقال احدهم وهو لا يكاد يملك نفسه :
- هل وصل الأمر لهذه الدرجة من الاستهتار بالقوانين ان يقوم بذلك تحت مرأى ومسمع من الجميع ودون أي إعتبار للأخلاق او حتى من باب الذوق والمجاملة ..هز بن همام رأسه متفهما وقال :
- وهل كنت تتوقع ان يصدر منهم شيئا اقل من ذلك ...
صحيح .. قال رئيس الاتحاد ثم اكمل :
- ولكن الفندق ممتلئ بالكامل وخصوصا من رجال الاعلام الذي حظر بكثافة لم يسبق لها مثيل ..
التمعت عينا بن همام وتحركت شفتاه في ابتسامه ماكرة وقال :
- بالضبط ، وهذا هو ما اعول عليه ايضاً في هذه المرحلة بالذات من الانتخابات ..
لم يفهم رئيس الاتحاد ما يرمي إليه بن همام مما جعله يبادر بالسؤال :
- ماذا تعني بذلك سيد / بن همام ..قال له بن همام موضحا :
- الست أُتهم بالظلم في اغلب قراراتي وانها لاترتكز على دليل ..
- صحيح ولكن ما علاقة ذلك بكثافة التواجد الإعلامي قال رئيس الاتحاد باستغراب ..
- قهقه بن هام ضاحكا وقال :
- فليكشف ذلك الاعلام وعندها لن أُلام ..خصوصا .. سرت في جسد رئيس الاتحاد قشعريرة باردة في انتظار ما سيقوله بن همام ولم يطل انتظارة حتى ارتفع صوته وهو يشدد على عبارته الاخيرة قائلاً :
-الفندق بالكامل مراقب في الممرات ...
مراقب بالكاميرات ...
*******ا
لغرفـــــــــــة 920 ..
تاكسي .. تاكسي ...كان ذلك صوت ( راشد ) وهو ينادي على احد سائقين سيارات الاجرة وما أن اقتربت السيارة حتى بادر بفتح الباب ووضع حقائبة وانتظر حتى ركبت زوجته التي ترافقه وما ان استقر في مقعده داخل السيارة حتى قال للسائق :
- فندق الماريوت ..
وانطلق السائق عبر شوارع كولولامبور المزدحمه في هذا الوقت من الساعه فلم يجد ( راشد ) بداً من ان يرخي رأسه إلى الوراء قليلاً بعد هذه الرحلة الطويلة مستجمعاً بعض من الذكريات القديمة في ماليزيا التي كانت اولى محطاته في رحلة شهر العسل عندما كان حديث الزواج وما هذه الرحلة وحجزة بنفس الفندق إلا تجديدا لتلك الذكرى واثناء انغماسه وسرحانه في تلك الذكريات توقف سائق سيارة الاجرة فجأه معلنا الوصول إلى الفندق فعاجله ( راشد ) بدفع الاجرة ، وبعد ان انزل حائقبة انطلق مع زوجته إلى طاولة الاستقبال وسلم الموظف المختص جواز سفره وألّح على ان تكون غرفته في الطابق التاسع وتحديداً الغرفة رقم ( 920 ) لما تحمله من ذكريات خاصة إلى قلبة .إلا أن موظف الاستقبال رد عليه قائلاً :
- عذرا سيد / راشد فالطابق التاسع محجوزاً بالكامل ولا توجد اي غرف شاغرة هناك ..فتعجب ( راشد ) من ذلك وقال :
- لماذا .. مالذي يحدث عندكم ..
- لا شئ قال موظف الاستقبال ثم أكمل :
- انه الوفد الكوري لقد حجز الطابق بالكامل ..
هز راشد رأسه بأسف ولم يجد مفراً سوى ان يمتثل لما قاله موظف الاستقبال الذي طلب منه ايضا الانتظار لعدة دقائق حتى يجهز له غرفة شاغرة ، واثناء انتظارة خطرت على باله فكرة للصعود ولو لدقائق قليلة إلى الطابق التاسع لمجرد الفضول لا أكثر ولا أقل فعزم على امرة وتوجه إلى المصعد بعد ان طلب من زوجته ان تتسوق قليلا في بهو الفندق حتى تجهز الغرفة ..وما ان انتفتح باب المصعد في الطابق التاسع حتى اصابه الذهول ..
اصابه الذهول من هول ما رأى فقد كان الطابق مكتظاً بالزائرين وكانت جميع ابواب الغرف مفتوحة على مصراعيها إلا انه لاحظ الغرفة التي طلبها وهي ( 920 ) التي تقع في اخر الرواق و كانت الحركة فيها اكثر من غيرها من الغرف ..فتوجه إلى الغرفه وهو يزيح الناس بشكل لائق مبتسما لهذا وذاك حتى وصل إليها فأطل برأسه لمعرفة سبب هذا الازدحام وما أن فعل حتى اصابة العجب والإستغراب ..
فلقد رأي رجلاً كبيراً في السن يتوسط الغرفة جالساً وواضعاً يدة على كومة كبيرة جدا من الهدايا القيمة والثمينة ويقوم بتوزيعها على كل الحضور دون استثناء ومع كل هدية ورقة مكتوب عليها بعض الامور باللغة الانجليزية والغريب في الأمر بأنه سبق وأن رأى هذا الرجل من قبل ..
فإعتصر عقله قليلا محاولا الغوص في غياهب الذاكره ليسترجع اية معلومة مخزنة عن هذا الرجل ..
وفجأة وقف شعر رأسه في تحفز يدل على انه تذكر الشخص وقال لنفسه وهو يضرب كفاً بكف ..
هل يعقل ان يكون هو ..أنه هو بالتأكيد ..أخطبوط الصناعة الكورية
شونغ رئيس الاتحاد الكوري ...
*****
الجبان ... فليبان ...
وقف بيتر فيلبان في شموخ مغشوش يخدع به نفسه المريضه ووزع نظراته الزائغه على كافة الحضور من الاعلاميين واستنشق بعمق وتلذذ هواء القاعة المخصصة لهذا المؤتمر فلقد جرفة الشوق ليكون محط اهتمام الاعلام كما كان في السابق ، وسرح بذاكرته بعيدا وبعيدا جداً وتحديدا إلى بداية عمله كأمينا للفساد الأسيوي وسعيه الدؤوب لكسب الأموال من جيوب من كان يحاول ارضائهم ، وتقوست حواجبه بغضب عندما مرت ذكرى ( الشيخ الشهيد فهد الأحمد ) الذي كاد ان يكون سببا للزج به في غياهب وظلمات السجن بعد ان حصل على كافة المستندات والأوراق التي كانت كافية جداً لإدانته مع سبق الإصرار إلا أن الحظ ابتسم له نظراً لظروف حرب الخليج الأولى وعندما وصل إلى نقطة ما في عقلة ابتسم في شماته وتذكر كيف قام برسم ( صورة لسنام جمل يعبر الصحراء ) مستهزءاً به على الاشقاء في الكويت لرغبتهم في الوصول إلى كأس العالم في الثمانينات ، إلا أن أعداء الأمس اصبحوا أصدقاء اليوم خصوصا عندما تتفق المصالح والغايات نحو هدف واحد ، وهو الإطاحة برئيس الإتحاد الاسيوي محمد بن همام الذي قطع عليه الوسيلة الوحيدة لكسب رزقه ..فها هي الأرملة وضعت يدها بيده غير عابئة لتاريخه الأسود حيال بلدها وها هي الدمية كذلك تؤيد هذا التحالف ..وفجأه نفض عنه كل تلك الذكريات واستعد لإستقبال كافة الاسئلة الموجهه من قبل الصحفيين والتي كانت المبادرة لأحدهم :
- مستر فليبان ماهي علاقتك بمسأله انتخابات تنفيذية الفيفا ..
- فإجابه فليبان في وقار مصطنع :
- انا لايهمنى من هذا الأمر سوى الشأن الماليزي ونحن ننتظر من بن همام ان يرجع إلى الصحراء ( الدوحه ) التي أتى منها ...
في تلك اللحظة تعالت اصوات الاستهجان من قبل اغلب الاعلاميين ونظر الكل لبعضهم في استغراب حول هذه الوقاحه الغير مبررة لفليبان وصرخ احدهم في آخر القاعة :
- هذه عنصرية ضد العرب يا فليبان ..فإزدادت الهمهة في القاعة إلى ان وقف الدكتور الذي كان من بين الحاضرين قائلاً :
-اصمت ... انا لا أسمح لك ان تتحدث عن دولة قطر بهذا الأسلوب الخسيس .. وفي الحقيقة ان كلامك فيه إساءة وعنصرية واضحه لكافة الدول العربية ..
فإرتبك فليبان ولم يعرف ماذا يفعل حيال هذا الهياج الذي بدأ يزداد شيئاً فشيئاً وأشار بيده إلى الدكتور في عدم مبالاة وعدم إهتمام ، ولم يتمالك الدكتور نفسه فإستعاذ من الشيطان وغادر القاعة وما هي إلا لحظات حتى انفض المؤتمر قبل أن يبدأ وعندها خرج فليبان ماراً في طريق الدكتور وقال :
-الأفضل لك ان تسكت قبل أن أقوم بكسر أسنانك ..
وغادر بعد ذلك مباشرةً ، واصاب الدكتور ومجموعه من الحاضرين الاستغراب والاستنكار لما حدث وعندها قال الدكتور محدثاً نفسه :
-انتظر ..
وسوف ترى حجمك الطبيعي ..
*****
لا مكان للأوهام .. كل التوفيق لين همام ....
الوكر التاسع ....
ممنوع الدخول ... بدون تصريح كان ذلك رد احد حرس الأمن المخصصين لحراسة الطابق التاسع لأحد الإعلاميين الذي رغب أن يكتشف بعض من الأسرار التي تحيط بهذا الطابق ، فما كان من الأخير ألا أن نظر بإستنكار حول تصرف رجل الأمن وقبل أن يفكر بالحديث أشار رجل الأمن إلى تلك الهراوة الغليظة المعلقة بجانب بنطالة فتراجع الإعلامي إلى المصعد مفضلاً عدم الدخول في معركة جسدية خاسرة وفضل أن يستخدم عقلة لإختراق حصن الطابق التاسع . وما أن انفتح باب المصعد معلناً الوصول إلى بهو الفندق حتى بدأ الإعلامي بالتجوال ليفكر بخطة ما وأثناء ذلك مرت بجانبه أحد الفتيات العاملات بالفندق فأشار لها مستدعيا ..وعندما اقتربت منه ابتسمت في وجهه مرحبة وقالت :
- كيف استطيع أن أخدمك سيدي ..
فرد لها الابتسامة وقال :
- إنا إعلامي رياضي ومكلف بتغطية شؤون الانتخابات على مقعد تنفيذية الفيفا ، وأرى فيكِ ما يؤهلك في أن تكوني مشهورة في هذا المجال ..وبخجل قالت العاملة :
- انت فقط تجاملني سيدي ..فقاطعها الإعلامي قائلاً :
-بالعكس .. فلا توجد مجاملات في مجال عملنا .. ثم أردف :
- هل تحبين أن تكوني مشهور ..فهزت رأسها بفرح وقالت :
- ومن منا لا يريد ذلك ..هنا إلتمعت عينا الإعلامي ببريق النصر وقال :
- أنا مستعد لتقديم تلك الفرصة .. ولكن بشرط ... وانتظر الاعلامي لحظات ليقرأ تعابير وجهها التي تحركت بتحفز لمعرفة ما يدور بخلده فعاجلها بالقول :
- بشرط أن أختبر الحس الإعلامي لديك ..ومد يده إلى جيبه وأخرج هاتف متنقل حديث الصنع من تلك الانواع التي تحمل كاميرات تصويرية عالية الجودة وسلمه لها وقال :
- أريد منك أن تصوري ما يحدث في الطابق التاسع ..
وارتعش جسد العاملة بعنف ....
******
محاولة مقابلة ..
سيدي سيب بلاتر ... أن رئيس اللجنة الانتقالية يرغب بمقابلتك قال ذلك سكرتير رئيس الاتحاد الدولي المتواجد في جناحه الخاص بالفندق فما كان من بلاتر إلا أن نظر إلى سكرتيرة وقال :
- ماذا يريد رئيس اللجنة الانتقالية ..
- لا أعلم ولكنه يقول بأنه أمر خاص ..
سكت السيد / بلاتر للحظات مفكراً ثم هز رأسه رافضاً وقال :
- ابلغ رئيس اللجنة الانتقالية بعدم امكانية ذلك الآن لكون أن وجودي معني لحضور حفل انتخابات تنفيذية الفيفا .. ثم أردف :
- وإذا كانت عناك رغبة في ذلك فليكن ذلك فيما بعد الانتخابات ..
********
وسائل غير مشروعه
جلس الإعلامي منتظراً في بهو الفندق وبدا عليه الارتباك واضحاً وهو ينتظر عاملة الفندق ، وندم للحظة في أنه قام بذلك خوفا من أن تكون قد انكشفت مما قد يتسبب بطردها ، واثناء انغماسه في التفكير ، انفتح باب المصعد فجأه وخرجت منه العاملة التي كان وجهها مصفراً من هول ما رأت ..وبدون أن تتبادل معه الكلمات أمسكت بيده ووضعت الهاتف النقال وغادرت ..
فاستغرب الإعلامي من ذلك إلا أنه سرعان ما نفض هذا الشعور وبدأ في لهفه بتشغيل الهاتف وما أن ألقى عدة نظرات على تسجيل الفيديو ، حتى انتصب شعر رأسه من ما رأى ..
فلقد رأى عشرات وعشرات من النساء الكوريات ولكأنهن في إحتفال كبير هذه الليلة ..
ليلة حمراء..
********
اليوم التالي : بعد الإنتخابات ..
أضعف مما يتصور ....
تعالت أصوات الحشد المتجمع خارج غرفة الأرملة وما أن أطلت برأسها من النافذة حتى أصابها الرعب من هول المنظر فالكل يحمل لافتات بعبارات ( أرحلي أيتها المزورة ) ومجموعة أخرى تقوم برمي العلب الفارغة على النافذة وسط هياج شعبي لم يسبق له مثيل ..لقد أخطأت مرتان ، مرة عندما أهملت عمل اللجنة الإنتقالية وفرغت نفسها لخوض حرب التنافس على تنفيذية الفيفا مستغلة أموال اتحاد قاري آخر للقيام برحلاتها الفلكية ومستعملة كافة الوسائل الغير مشروعه قانونا وخلقاً من تزوير ورشا لبلوغ مآربها ..ومرة عندما لم تحترم رغبة أبيها ووضعت يدها بيد أقذر رجل في آسيا ضاربة عرض الحائط شعور كافة أبناء وطنها وكذلك شعور العرب جميعا وكأنها ليست وليدة تراب صحراء العزة ..وبخوف وإرتباكٍ شديدين بدأت في الالتفات يمنة ويسره ململة كافة ما يمكنها حمله من أوراق قد تدينها وتوجهت إلى باب سري في الغرفة ..واختفت ..ولكن إلى أين ..
فهناك من يطالب بمسائلتها من تحت القبة ..
قبة مجلس الأمة ..
*********
مستشفى الأمراض النفسية والعصبية - عباسية كوالالمبور
ارجووووكم اتركوووووني ..
كان ذلك صراخ بيتر فليبان بعد أن أُجبر على أن يلبس الزي المشهور الخالي من الأكمام والمخصص للمصابين بعاهات عقلية مزمنة يصعب معها التنبؤ بتصرفاتهم ، على الرغم من أن كافة الصفات الإجرامية التي وضعها عالم الأجرام المشهور ( لمبروزو ) متوافرة فيه ، إلا انه منح الفرصة بعد الأخرى حتى أصبح عالة ومبعثاً لإحراج المجتمع الآسيوي الرياضي والماليزي على وجه الخصوص ..وبيأس بدأ في ركل الأرض ويضرب رأسه بالحائط إلى أن أدمي جبهته الموسومة بعار الفساد ، وعندما أنهكه التعب انزلق ببطء حتى ارتمى على الأرض وعندها طفق مرة أخرى بالصراخ المتواصل والمحموم مناديا الممرض ..
وفجأه ..
انزلقت نافذة صغيرة في باب معزلها والذي صمم خصيصا لحماية الأطباء والممرضين حماية لما قد يصدر من المرضى النفسيين ، كاشفةً عن وجه غاضب وبصرامة قال :
- ماذا تريد أيها المجنون ...
فلم يصدق فليبان أُذناه وقفز واقفاً بلهفه واللعاب يسيل من شدقية قائلاً :
- اسمعني .. أرجوك أخرجني من هنا .. وسوف أغدق عليك بالأموال .. وسكت لحظة ليبلع ريقه .. ثم أردف :
- أنا اسمي بيتر فليبان وكنت اشغل منصب الأمين العام في الاتحاد الآسيوي فبالتأكيد انك قد سمعت هذا الأسم ...
طالت لحظة صمت الممرض وهو يفكر فيما قاله فليبان ..وفجأة
أطلق ضحكه عالية مجلجلة هزت جدران المصحة وقال لزميله وهو لا يستطيع أن يتمالك نفسه :
- هذا المجنون يقول انه فليبان .. ثم أكمل ضحكه في استمتاع وكانه يشاهد فيلما كوميديا ً ، فاتسعت عيينا فليبان من الرعب وقال :
- اسمعني ارجوك اسمعني ..
وبصرامة قاطعه الممرض :
- اسمع يا هذا .. أذهب للنوم وإلا سوف أعاقبك بجلسة كهرباء ..
وأغلق مزلاق النافذة بعنف ..
وبهستيرية شديدة اطلق فليبان لحنجرة العنان في صراخ متواصل طالباً الرحمة ..
إلا أن هذا الصراخ تلاشي في ظلمات غرفته المعزولة ولم يجد من يزعج سوى ...
نفسه ...
*******
لا مكان للأوهام .. والتوفيق لبن همام ..
سقطت أشعة الشمس الذهبية لتغمر وجه سعادة / بن همام الواقف في شموخ يمتع نظره بأجواء الصباح وبدا عليه الارهاق والتعب واضحاً من الخوض في غمار المنافسة على كرسي تنفيذية الفيفا وسرح بعقلة بعيدا .. وبعيدا جداً إلى أيام إقامة دورة الصداقة الخليجية والتي كانت تنضمها سلطنة عمان ويشارك بها نادي الريان ، وحاول أن يغوص بفكرة أكثر وأكثر محاولاً تذكر ذلك الفتى الذي يقف مع شقيقه في المقصورة الرئيسية ويرتديان الزي القطري كاملاً فتوجه إلى الصغير وقال له :اي نادٍ تشجع ..فأجابه الصغير وقال :- النادي العربي .. فربت عليه بن همام وقال :
- إذا إجلس هناك ، ثم توجه إلى الأخ الأكبر وسأله :
- وأنت ..فقال :- نادي الريان ..
- فإبتسم بن همام وأمسك بيده وقال :
- اجلس بجانبي ..
إلا أن تلك الأفكار سرعان ما انقطعت وتلاشت على صوت الدكتور وهو ينادي على سعادة / بن همام سائلاً :
- كيف كانت مقابلتك مع رئيس الوزراء الماليزي بالإمس .
فرد عليه بن همام :
-جرت على ما يرام وتناولنا قليلا مسألة نقل مقر الاتحاد الاسيوي والحمدلله وصلنا إلى إتفاق في هذا الشأن ..
فتفهم الدكتور ما قاله سعاده / بن همام ثم سأله مرة أخرى قائلاً :
- وكم كان الفارق بين الأصوات ...
فضحك بن همام وقال :
- هل تعني بأنك لا تعلم .. ثم أردف:
- أذا لنتركها مفاجأه ..
فابتسم الدكتور وقال :
- وماذا عن رئاسة الإتحاد الدولي..
فظهرت الجدية على ملامح بن همام وقال :
بالنسبة للإتحاد الدولي فإنني سوف أسعى......... وفجأه غير محور حديثة :
-ولكن تلك قصة أخرى يا دكتور ..
وشرع الاثنان بالضحك ...
كل عام وانت بخير يا بن همام ...
النهاية ...
أخوكم رايق البال ...